لشكر "يَدهس" كل معارضيه بـ"مكرٍ سياسي" ويُنتخب لثالث مرة كاتبا أولا للاتحاديين في "قسوة" على تاريخ الحزب

 لشكر "يَدهس" كل معارضيه بـ"مكرٍ سياسي" ويُنتخب لثالث مرة كاتبا أولا للاتحاديين في "قسوة" على تاريخ الحزب
الصحيفة من الرباط
السبت 29 يناير 2022 - 22:17

داهسا بقدميه وعدًا بعدم الترشح لولاية جديدة لم يكن يتوانى في ترديده أمام أعضاء حزبه بحضور وسائل الإعلام وعلى القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية العمومية، ظفر إدريس لشكر بولاية ثالثة على رأس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعدما مهَّد له المؤتمر الوطني ذلك أمس الجمعة وحسمه اليوم السبت، بمنحه حوالي 1200 صوت من أصل 1400، ما سيجعله صاحب ثاني أطول مدة في منصب الكاتب الأول بعد عبد الرحيم بوعبيد وقبل عبد الرحمن اليوسفي.

وإلى حدود اللحظة، حصل لشكر على أصوات 1150 مُؤتمرا على الأقل خلال المؤتمر الوطني الحادي عشر المنظم في بوزنيقة، ما جعل من ترشيح منافسه طارق سلام أمرا شكليا، خاصة بعد ابتعاد محمد بوبكري وعبد الكريم بن عتيق وشقران أمام وعبد المجيد مومر عن المنافسة، بالإضافة إلى إلغاء ترشيح حسناء أبو زيد، التي كان الكثير من الاتحاديين ينظرون إليها كأبرز منافس للكاتب الأول المنتهية ولايته.

ولم يكن وصول لشكر إلى ولايته الثالثة "طبيعيا"، لأن المؤتمر الوطني شهد العديد من الأمور التي دفعت أحد المرشحين، وهو محمد بوبكري، إلى إعلان مقاطعته ووصفه بـ"المزور" وبأنه لم يحترم القانون، إذ قبل يوم واحد من التصويت أعلنت لجنة التأهيل الوطنية، المكلفة بدراسة الترشيحات وإعلان اللائحة النهائية للمرشحين، بإعلان رفض ترشيح كل من بوبكري وأبو زيد، الأول بسبب "شكل" وضعه والثانية بعِلة غيابها عن المؤتمر الوطني.

وأصبح لشكر ينافس نفسه عمليا منذ يوم أمس، حين صادق المؤتمر الوطني، بأغلبية ساحقة، على تعديل القانون الأساسي بما يسمح له بوضع ترشيحه لولاية ثالثة متتالية في منصب الكاتب الأول، وهو المقترح الذي صدر عن اللجنة التنظيمية ووافقة عليه اللجنة التحضيرية التي يرأسها لشكر نفسه ثم المجلس الوطني، وهي سابقة في تاريخ حزب "الوردة".

واستند داعمو لشكر إلى نتائج انتخابات 2021 التشريعية التي حصل فيها على 34 مقعدا، لتبرير هذه الخطوة باعتباره "أعاد إحياء الحزب"، رغم أن هذا الأخير حل رابعا بفارق 68 مقعدا عن حزب التجمع الوطني للأحرار الذي حصد 3 أضعاف ما حققه الاتحاديون، وأيضا رغم أنه تلقى صفعة قوية من حليفه السابق، عزيز أخنوش، الذي أبعده عن التحالف الحكومي وأجبره على اللحاق بالمعارضة، مفضلا عليه حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة.

وفي المقابل، أثار تغيير القانون الأساسي غضب خصوم لشكر، الذين وضعوا 17 دعوى قضائيا لدى المحكمة الإدارية بالرباط من أجل تأجيل المؤتمر، لكن احترام أنصار الكاتب الأول لمسطرة المصادقة على التعديلات وتمكنهم من الحصول على موافقة المجلس الوطني، جعلا الأمر معقدا، لينتهي الأمر برفض جميع الطعون وإقامة المؤتمر في وقته.

والمثير للانتباه هو أن لشكر ظل إلى وقت قريب مصرا على أنه لن يترشح لولاية ثالثة، وهو ما حدث في آخر ظهور تلفزيوني له يوم 31 دجنبر 2021 على قناة M24، أي قبل أقل من شهر على موعد المؤتمر، حين أعلن ذلك بصريح العبارة، واعتبر الفترة الحالية هي التوقيت المناسب للخروج "مُعززا مُكرما"، على حد تعبيره، معتبرا أن جميع أعضاء وعضوات المكتب السياسي قادرون على قيادة الحزب خلفا له.

وكان إدريس لشكر، الذي شغل منصب وزير مكلف بالعلاقات مع البرلمان لسنتين، ما بين 2010 و2012 في النفس الأخير من حكومة عباس الفاسي، قد انتخب كاتبا أولا للاتحاد الاشتراكي لأول مرة في دجنبر من سنة 2012، وفي عهده تعرض الحزب لسقوط انتخابي مدوٍ هو الأسوأ في تاريخه حين حصل على 20 مقعدا فقط خلال انتخابات 2016 التشريعية.

لكن لشكر استطاع الإبقاء على الحضور السياسي للحزب بعد أن قبل التحول إلى نقطة الخلاف الرئيسية بين رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران والتحالف الرباعي الذي كان يقوده أخنوش، بعدما رفض الأول دخول الاتحاديين إلى الحكومة، ما أدى إلى ما عرف بـ"البلوكاج الحكومي" الذي استمر لـ5 أشهر وأدى إلى إعفائه وتعيين سعد الدين العثماني خلفا له، والذي وافق على شرط أخنوش مبقيا حزب الوردة "على قيد الحياة".

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

من تُرشح ليكون أفضل لاعب مغاربي لسنة 2024؟

Loading...